بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 10 فبراير 2018

الهرمونات... وسائط الضبط والتنظيم

اشتقت التسمية من اللغة الإغريقية التي تعني "مُطلقةُ الحركة"، واستخدمت في الطب منذ عام 1905 للإشارة إلى المادة المسؤولة عن التواصل بين أعضاء مختلفة في الجسم نفسه أو مع أجسام أخرى من النوع نفسه. 

والهرمونات هي جزيئات كيمائية طبيعية متكونة من عدة بروتينات، وهي ناشطة حيوياً تفرزها الخلايا الغدية الهرمونية عموماً، استجابة لفعل تحريضي، لتبقى في مكانها في الداخل أو لتنتقل في أنحاء الجسم بواسطة الدم أو السائل اللمفاوي حاملة رسائل تصل إلى مستقبلات خاصة موجودة في الخلايا المستهدفة.وبذلك يكون العضو المرسل للهرمونات قادراً أن يؤثر عبرها في الأعضاء الأخرى وعن بعد. والأمراض الهرمونية هي إما بسبب نقص (إفراط) في اللإفرازات الهرمونية، أو في مستقبلات الأعضاء المستهدفة.

والأعضاء المستهدفة قد تكون غدة أخرى أو نسيجاً، وينتج بتأثر هذه الهرمونات تحريض أو كبح لعمل مستقبل هذه الهرمونات. فبعد هضم الطعام مثلاً يكون من الضروري تنظيم إفراز هرمون الأنسولين، خاصة إذا كانت نسبة سكر الدم مرتفعة، وهنا تبدأ عملية التنظيم التي تتدخل فيها غدد متعددة بإفرازاتها الهرمونية. إن انخفاض سكر الدم بعد استخدام النسيج العضوي للسكر هو في أصله نتيجة كبح إفراز البنكرياس للأنسولين، أي زيادة معدل السكر في الدم (انخفاض عارض لسكر الدم)، ونفاذ كبير للسكر في الخلايا.
الغدة الصنوبرية التي تفرز هرمون الميتالونين

العلم الذي يدرسها ويعالج قضايا الهرمونات هو علم الغدد الصماء. وهو يقول بأن الهرمونات تحتوي على معلومات ممثلة للكائن العضوي في مختلف حالاته، وأنها هي المسؤولة عن تنظيم نشاط عضو أو مجموعة أعضاء ولها أن تغير سلوكه وتفاعلاته. فمثلاً هرمون النوم (ميتالونين) هو تركيز هرموني في الدم ينظم تركيزه في الدم تغيرات الضوء من نهار وليل، وبما أنه يُنتج في الليل فإن تركيزه في الشتاء يكون أعلى منه في الصيف. وهذا الهرمون مسؤول عن التغيرات الفصلية في التكاثر لدى الكثير من المجترات مثل الغنم والماعز والأحصنة وغيرها.

تتدخل الهرمونات في الكثير من العمليات الحيوية، من التكاثر والتمايز الخليوي والتوازن وتنظيم الإيقاع البيولوجي-الزمني، والنمو والسمنة وسن اليأس لدى الأنثى. ولا يزال الدور الخارجي للهرمونات جنسياً عند الإنسان موضع جدال. ودورها واضح عند الثدييات الأخرى في هذا المجال. تشير دراسات كثيرة إلى وجود هذا التأثير عبر التعرق في مناطق محددة من الجسم مثل تحت الإبط أو العانة التي يمكن لها أن تحرض إفرازات هرمونية لدى المرأة محفزة للإباضة. كما أن وضع نقطة تعرق ذكوري على الشفة العليا لفم امرأة يزيد من معدل الكورتيزول لديها بعد 15 دقيقة ويدوم أثر ذلك لمدة ساعة. وما نجهله هو إن كان معدل الكورتيزول هو الذي يؤثر على مزاجها أو العكس! أما هرمون النمو (GH) فيفرزه الفص الأمامي (الجبهي) للغدة النخامية. نتيجة عمل هرمون النمو، هو السماح لنمو العظام انطلاقاً من الغضاريف. دورها هو عزل جسم العظام عن نهايتها، والتي عادة ما تنتفخ، مما يسمح نموها في الطول. هذا الغضروف يلعب دورا هاما جدا خلال نمو العظام. وفي مرحلة البلوغ، يختفي هذا النوع من الغضروف. أما العجز في هرمون النمو فيؤدي إلى التقزم، والإفراط يؤدي إلى النمو المفرط للعظام (العملاق).


والهرمونات موجودة لدى النباتات أيضاً، وهي تنتقل عبر النسغ أو عبر الخلايا نفسها. ودورها مقصور هنا على النمو بالدرجة الأولى. ولا تفرزها أعضاء محددة كما هو الحال لدى الكائنات الحيوانية، وإن كانت هناك مناطق تركيب خاصة للهرمونات في النباتات، كما أن تأثيرها يرتبط بمقدار تركيزها، ولا يكون عملها منفرداً إلا في النادر وإنما نتيجة عمل مشترك بين أكثر من هرمون كما هو الحال في الانقسام الخلوي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق