بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 5 مارس 2017

صندوق النقد الدولي ... للمساعدة والمعاندة

هو مؤسسة دولية تضم 189 دولة، تهدف إلى "تعزيز التعاون المالي الدولي، وضمان الاستقرار المالي وتسهيل التبادل الدولي والمساهمة في تحقيق مستويات أعلى من العمل، واستقرار الاقتصاد ومكافحة الفقر". أي أن وظيفته هي استقرار النظام المالي العالمي وإدارة الأزمات المالية والنقدية. لذا فهو يقدم قروضاً للدول التي تتعرض لصعوبات مالية لها أن تهز النظام الحكومي لهذه الدول واستقرار نظامها المالي أو التبادل التجاري مع دول العالم الأخرى.

فخلال أزمة مالية تتعرض لها دولة ما، وحتى لا تتخلى هذه الدولة عن التزاماتها المالية، مثل التسديد للمدينين، أو عدم قدرتها على دفع مصاريفها الجارية. يقوم صندوق النقد الدولي بإقراض هذه الدولة مالاً إلى أن تسترد هذه الدولة ثقة المؤسسات الاقتصادية أو الدول الأخرى. ولكن هذا الإقراض لا يكون هكذا ولوجه الله. إذ غالباً ما يفرض هذا الصندوق على الدولة التي تطلب قرضاً القيام ببعض الإصلاحات الاقتصادية بهدف ضبط الإدارة المالية العمومية وتحقيق نمو اقتصادي على المدى البعيد. ولكن هذا لا يكون بالضرورة دون أثمان اجتماعية، كما أن نجاح مقترحاته ليس بالمضمون دائماً. إذ يحتاج هذا الصندوق أن يسترد قروضه أولاً، ضمن فترة معقولة، وهو لا يقدم هبات خيرية.
سيكون من المطلوب وضع خطة تقشف أيها الشباب

أنشئ هذا الصندوق عام 1944 خلال مؤتمر بريتون وود بهدف ضمان استقرار النظام المالي الدولي لما بعد الحرب العالمية الثانية وتجنيب الدول الاقتصادية الكبرى من الوقوع في أزمة اقتصادية مثل تلك التي وقعت في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث أساءت القرارات المالية الفردية لكل دولة من وقع الأزمة بدلاً من التعافي منها. 

ومع مرور الزمن وتغير الأحوال تغيّر هدف صندوق النقد الدولي من الاستقرار المالي فقط من حيث التكافؤ بين نقد الدول واحتياطيها من الذهب أو الدولار الأمريكي واستقرار أسواق تبادل العملات، إلى مساعدة الدول التي تتعرض لصعوبات مالية.
مبنى صندوق النقد الدولي في واشنطن

أموال صندوق النقد الدولي تأتي من الدول المشاركة فيه، ولكل دولة قوة تصويت تساوي نسبة مساهمته في رأس مال هذا الصندوق. يدير الصندوق مجلس إداري مؤلف من رئيس و 24 إداري يمثل كل منهم دولة. ثمانية منهم ممثلون دائمون لكل من: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا واليابان والصين وروسيا والسعودية. أما الإداريون الآخرون (16)، فيجري انتخابهم من قبل الدول الأعضاء لمدة سنتين. تؤخذ القرارات بالأغلبية، ولكن للدول التي تزيد مساهمتها عن 15% أن تشكل فيتو على القرارات، وهي في هذه الحالة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قبل خروج بريطانيا من السوق الأوروبية. تبلغ ميزانية الصندوق 300 مليار دولار. 

هناك مشروع لزيادة رأس المال وتوسيع نسب المشاركة لأعضاء جدد، إلا أن تناقضات في الإدارات الأمريكية لم تسمح بتحقيق هذه الإصلاحات مما يهدد مكانة ودور هذا الصندوق. المقر الرئيس للصندوق في واشنطن، ولغته الرسمية هي الإنكليزية. ترأسه حالياً الفرنسية كريستين لاغارد لولاية ثانية.


من بين الدول التي استفادت من قروضه: المكسيك (18 مليار دولار) عام 1994؛ آسيا (36 مليار) عام 1997؛ روسيا (22.6 مليار) عام 1998؛ البرازيل (41.6 مليار) عام 1998؛ تركيا (11 مليار) عام 2000؛ الأرجنتين (21.6 مليار) عام 2001، اليونان (140 مليار) عام 2010؛ البرتغال (99 مليار) عام 2011. ومع كل هذا، فلا يبدو أن هذا الصندوق يقوم بدوه كما يجب، فهو لا يراقب التوزان الدولي ولا يقوم بشيء لتحقيقه وإنما يحصر تدخله في قضايا صغيرة بحسب البعض. لذا ترتفع أصوت كثيرة بإصلاحه على نحو جذري أو التخلي عنه تماماً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق