بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 14 فبراير 2017

فلسفة!... لماذا؟

كثيرة هي المناسبات التي يجد الإنسان نفسه فيها أمام أحداث تثير دهشته، وتثير فيه التساؤل والتفكير. يطرح أسئلة ويحاول الإجابة. والفلسفة ليست شيئاً آخر في النهاية سوى التساؤل والبحث عن الجواب بهدف تكوين وعي أفضل بمجريات الأمور، ومن ثم التصرف في الحياة بما يجعلها حياة أفضل أيضاً.
المتأمل للنحات الفرنسي رودان 1882

وبكلام أكثر تفصيلاً، فإن الفلسفة تسير وفق ثلاثة محاور:
الأول: للفلسفة دور التدريب على أن يكتشف المرء نفسه أو ذاته ومن وما حوله، بقصد الإمساك بها. وهذا أمر يجري عبر الحكمة (Sophia). والحكمة هنا هي نمط للحياة. يتحقق عبر التأثير على الذات والآخرين بواسطة المعرفة، وترويض النفس، والبحث عن الفضيلة وبلوغها، ومن ثم بلوغ الحياة السعيدة، وليس مجرد البحث الافتراضي عما تكون. والتأثير على الذات هو بالشكلين الظاهري والذهني. وهو ما شرحه سقراط أثناء مرافعته أمام القضاة خلال محاكمته التي اتهم فيها بأنه كان يحرّض الشبان على التخلي عن دينهم، بأنه يعتقد بأن من واجبه أن يعترض سكان مدينته في الساحة العامة مبدياً إصراره على ضرورة أن يعتنوا بأنفسهم: "لا تلهثوا وراء المال أو الشهرة!"، "توقفوا عن تضييع أنفسكم وفكروا في أموركم"، "اعتنوا بأرواحكم". وقصده من وراء ذلك ألا يبدد المرء حياته ولكن أن يعيشها تماماً عبر الارتقاء بنفسه.

الثاني: للفلسفة دور المساعدة على الفهم، فهم ما نفعل وما يفعله الآخرون، أي فهم كيف تؤول الأمور ولماذا. وهو عمل توضيحي/تفسيري وتميزي وبحث عن المغزى والهدف، وهو عمل لا يتوقف. إنه عمل نظري على عكس المحور الأول، ولكنه يتقاطع معه وهو محور ضروري للأول. وبما أن الفهم هو فهم ذاتي، فهم يحدث انطلاقاً من الذات، فمن الضروري إذاً إقصاء الذات عن المركز، وإلا فسيكون الفهم منحازاً. فما هو الخير مثلاً وما هو الشر، ولماذا يكون هذا خير وذاك شر؟ وهنا الخير والشر بالمعنى العام وليس بالمعنى الخاص فقط. وما هي المعرفة، وكيف يمكن التحقق من صحتها؟

الثالث: الغاية المتمثلة في التغيير، تغيير العالم. فليس المهم فهم العالم فقط وإنما تغييره، وإلا فستكون الفلسفة مثالية وعاقرة. أي أن المطلوب هنا هو "الفعل". فالفكر لا قيمة له إذا لم يأتي بعالم أفضل. وليس الهدف من الفلسفة إذا المحاججة للمحاججة وإنما القيام بفعل في نهاية المطاف. فما الفائدة من مراقبة العالم إذا لم يكن بالإمكان جعل هذا العالم أكثر عدلاً؟ لذا، فعلى الفيلسوف أن يسخّر قدرته التحليلية والفكرية لخدمة هؤلاء الذين يريدون أن يكونوا فاعلين في هذا العالم.

الأمور لا تجري هكذا دائماً، إذا غالباً ما نفهم العالم بأحداثه بعد حدوثها، ويكون زمن الفعل قد انقضى. لذا فإن أحد أدوار الفلاسفة هو التساؤل عما قد يحدث نتيجة لما يعيشون في الحاضر، أي استشراف المستقبل، والتحضير للفعل المناسب في حال تحقق الاستشراف. أي علي الفيلسوف أن يكون في المقدمة وألا يأتي متأخراً، وإلا فسيكون عمله لمجرد الفهم، علّ ذلك يفيد في المستقبل كدرس من الماضي، مع احتمال أن يضيّعه النسيان!

فلسفة كيف؟
ابن رشد... الفيلسوغ البرهاني
سقراط... شيخ الفلاسفة
في الأخلاق وفلسفتها
فلسفة الأخلاق... في الحسن والسيئ
فلسفة الأخلاق.... قصة البحارة الأربعة
فلسفة الأخلاق... وسائق الشاحنة
فلسفة الأخلاق... القواعد
الرواقية... فلسفة الفضيلة
بدأ الإغريق الفلسفة... لماذا؟
أفلاطون... فيلسوف الكمال
أرسطو... الفيلسوف المعلم
ناهض سقراط الديموقراطية... فقتلته
أبيقور...فيلسوف السعادة










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق