بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 28 أكتوبر 2016

البرتقال... والبرتغال



البرتقال فاكهة الشتاء في دول المتوسط ودول كثيرة أخرى. كانت حتى عهد قريب توزع في أوروبا كهدية من هدايا عيد الميلاد. وفي غير طعمه اللذيذ، اشتهر البرتقال باحتوائه على فيتامين ث، ولكنه في الواقع ليس أكثر الفواكه أو الخضراوات أو البقول التي تحتوي على هذا الفيتامين. فكل 100 غرام من البرتقال تحتوي على 100 ميلي غرام من فيتامين ث في حين أن الكرز البرازيلي الصغير يحتوي على 1000 ميلي غرام، كما أن خوخ الكاكادو الأسترالي يحتوي على 3000 ميلي غرام من الفيتامين لكل 100 غرام من هذا الخوخ. وإذا كان البرتقال يحتوي على قدر معقول من فيتامين ث فإن الليمون لا يحتوي إلا على ثمن ما يحتويه البرتقال، والبقدونس يحتوي من هذا الفيتامين على نصف ما يحتويه البرتقال مثلاً.

أصل شجرة البرتقال المعروفة اليوم هو الصين. ولكن قبل ذلك انتشر البرتقال المرُّ في أوروبا عن طريق الحروب الصليبية وزراعته في الأندلس من قبل سكانها العرب، إذا كانت شجرة النارنج قد عرفت طريقها إلى بلاد الشام من بلاد فارس، ومن هنا جاءت تسمية البرتقال في أوروبا بكلمة "أورانج". ولكن الشجرة الصينية التي جاء بها البحارة البرتغاليون إلى البرتغال في القرن السادس عشر، مذاقها حلو مقارنة بالنارنج، واستخدمت لها تسمية "أورانج" نفسها، أما في العربية فقد استخدمت كلمة برتقال المشتقة من اسم دولة البرتغال التي اشتهرت بزراعته منذ البداية، وبقيت كلمة النارنج في العربية للبرتقال المر، ونسي الأوروبيون النارنج تماماً!
النارنج وأزهاره

وأما اليوم فتنتشر زراعة البرتقال في دول عديدة. أول منتجيه في العالم هي البرازيل التي تنتج قرابة 18 مليون طن، تليها الولايات المتحدة بإنتاج قرابة 8 مليون طن، ثم الصين بحوالي 7 مليون طن ثم الهند، ثم المكسيك فإسبانيا ومصر التي تنتج قرابة 3 مليون طن ثم تركيا فإيطاليا وأفريقيا الجنوبية. أما الإنتاج العالمي فهو قرابة 50 مليون طن سنوياً. تقدر كمية عصير البرتقال المنتج والمستهلك في العالم بنحو 55 مليار ليتر من العصير الناتج عن العصير المباشر أو المركز، يستهلك أكثر من نصفه في أوروبا، وخاصة ألمانيا التي يصل فيها معدل الاستهلاك إلى 21 ليتراً وسطياً سنوياً للفرد الواحد.

بقي أن نقول إن سورية هي من بين الدول المنتجة والمصدرة للبرتقال بواقع قرابة 0.8 مليون طن في عام 2013 وتحتل بذلك المرتبة 17 في العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق