بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 8 أبريل 2016

متى يكون المرء موهوباً؟

كثيراً ما نسمع كلمة "موهوب"، أو "ذكي" أو "عبقري" أو صفات من هذا القبيل دون أن نحدد معنى ذلك تماماً. ومثل هذه الكلمات اقترنت معانيها بصور لشخصيات عرفت بذكائها أو عبقريتها في مجالات مختلفة في الفن والعلم والأدب، تحضرنا عندما نستخدم هذه الكلمات. 

بعض من هذه الصفات نطلقها على أشخاص لهم قدرات فائقة في الحساب مثلاً أو قدرة على التذكر أو القدرة على التكلم بلغات عديدة. ومثل هؤلاء الأشخاص يظهرون مثل هذه المهارات في سن مبكرة نسبياً، ونتوقع لهم مستقبلاً باهراً، ولكن التجارب غالباً ما كشفت بأن لا شيء من هذا. بعض الأشخاص حصلوا على شهادات عالية في سن مبكرة جداً، لكن الأمر يتوقف هنا ولا شيء آخر استثنائي بعد ذلك في مستقبلهم في الغالب.

يقول البعض إن النبوغ هو فعل استثنائي إزاء أمر يبدو عادياً، ويعطون مثالاً على ذلك حكاية أرخميدس الشهيرة عندما طلب منه الطاغية هيرون أن يعرف حقيقة تاجه إن كان من الذهب الخالص أم لا. والأمر المذهل يحدث بينما كان أرخمديس يستحم في حوض بأنه انتبه إلى أن ماء الحوض تدفع به إلى الأعلى، وأدرك بسرعة أن الماء لا يدفع بكل الأجسام بالطريقة نفسها، أي أن الأمر يتعلق بطبيعة الجسم، وهنا ينطلق أرخميدس عارياً في شوارع مدينته صائحاً اوريكا، أوريكا كما روى ذلك شخص من روما بعد ثلاثة قرون. وبصرف النظر عن تفاصيل الحكاية وصحتها، فاكتشاف أرخميدس يحتاج إلى الكثير من الفطنة، فطنة لا يملكها الجميع، بالقدر نفسه على الأقل. لقد بحث أرخميدس عن حل من خارج النسق، حل غير تقليدي، حل لا يفكر فيه إلا الموهوب.

بعض من حاول دراسة هذه المسألة قدم المسألة التالية التي يمكنها أن تبرز موهبة التعامل معها وحلها: لتكن الدوائرالتسع المبينة في الشكل التي يجب وصلها بواسطة قلم يرسم أربع قطع مستقيمة تشمل الدوائر التسع وبدون رفع القلم عن الورقة وعدم المرور بأي دائرة إلا مرة واحدة. 

التوصيل المبين في الشكل التالي، مع أنه يشمل كل الدوائر ولا يمر بأكثر من مرة واحدة في كل دائرة، فهو غير صالح لاستخدامه خمس قطع.

فهل لك أن تجد الحل وتسجل نفسك بين الموهوبين (دون الاستعانة بالإنترنت)!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق