بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

حلقة جديدة في قصة الإنسان



تقول الرواية العلمية بتطور الكائنات الحية عن أصول قديمة لها، وأن هذا التطور يستغرق أزمنة طويلة، تقدر بمئات آلاف السنين، إلا في الحالات التي تحدث فيها الطفرات. ومعرفة أحوال هذا التطور تكون عبر دراسة المستحاثات، أي بقايا الأنواع التي تعود إلى أزمنة موغلة في القدم. وهذه المستحاثات في معظمها هي عظام الكائنات التي غمرتها الأتربة، أو المتكلسة، أو المتفحمة، لتقدم لعلماء الجيولوجيا والأحياء في أيامنا صورة حقيقية عما كانت عليه هذه الأحياء في وقتها.

سمكة من نوع منقرض حفظت في صخور بركانية المنشأ
ومع كل التقدم العلمي الذي عرفته البشرية حتى الآن، فلا تزال أطراف كثيرة ناقصة لتكوين حكاية كاملة عن تاريخ الحياة وتطورها على الأرض. ومن بين هذه الحكايات حكاية تطور الإنسان ومنشأه الأصلي. ولكن هذا لا يعني أننا لن نعرف أطراف كل هذه الحكاية، فالمسألة بحاجة إلى الكثير من الوقت.

وفي أحد الاكتشافات الحديثة التي تخص حكاية الإنسان، اكتشاف بارز عن أنواع جديدة للجد البشري مغمورة عميقاً داخل مجموعة من المغاور في أفريقيا الجنوبية. حيث اكتشفت بقايا جزئية لخمسة عشر هيكل عظمي، وهو ما يمثل اكتشافاً فريداً من نوعه.

أجزاء من الهياكل العظمية المكتشفة
سمي هذا النوع بإنسان ناليدي، نسبة إلى اسم المكان الذي اكتشف فيه، ويبعد 48 كم عن جوهانسبورغ. وأهم ما في هذا الاكتشاف هو أنه قد يكون أول جماعات النوع البشري، وأن له أن يغير تفكيرنا كلية عن التطور البشري. والاكتشاف الجماعي هذا يوحي بأن هذه الأنواع كانت لها طقوسها، وهي إحدى السمات التي يتفرد بها البشر.

 وأن هذه الأنواع كانت تعيش في أفريقيا قبل 3 ملايين سنة تقريباً. وكانت تسير منتصبة القامة وطولها حوالى 150 سنتيمتر، وكان دماغها أصغر حجماً من دماغ الإنسان الحالي ولا يزيد كثيراً عن حجم دماغ الشمبانزي. أما وزن الفرد البالغ فلا يزيد عن 45 كغ، وأن أجسادها كانت تتحمل السير طويلاً، وأن أسنانها كانت صغيرة تشبه أسناننا، وكذلك أقدامها ولكن بأصابع بدائية.

وأغلب الظن أن هذه الهياكل كانت لجثث دفنت في غرفة واحدة، مما يعبر عن طقوس للدفن لدى هذه الأنواع، وهذه هي المرة الأولى التي تكتشف فيها مثل هذه السمة لدى الإنسان البدائي.

يضع الباحثون إنسان ناليدي على شجرة تطور الإنسان بين الإنسان الماهر Homo habilis  والإنسان المنتصب Homo erectus


رسم متخيل لإنسان ناليدي
تتضمن هذه المستحاثات هياكل عظمية لأفراد من مختلف الأعمار، وهي لا تزال قيد الدراسة والبحث في جامعتين أستراليتين. الصورة الكلية لم تكتمل بعد، وليس هذا الاكتشاف إلا خطوة مهمة على الطريق.

معظم المعلومات مستقاة من المقال: http://www.sciencealert.com/this-newly-discovered-hominid-species-will-change-the-way-we-see-human-evolution

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق