بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

مؤشر التنمية البشرية



تسعى مختلف الدول لتحقيق تنمية في بلدانها، وتستخدم في تحقيق ذلك سياسات واستراتيجيات وخطط عمل لتحقيق هذه التنمية. ولكن كيف يمكن معرفة أن تنمية ما تحصل فعلاً أو لا؟ انكب فريق من الاقتصاديين والاجتماعيين من خبراء الأمم المتحدة على البحث عن مؤشر يمكن باستخدامه قياس تدرج الدول على سلم التنمية. ومثل هذا المؤشر سيسمح للدول تصويب سياساتها وخططها، كما سيسمح بمقارنة التنمية في مختلف الدول.

أول ما يخطر في البال أن المؤشر يجب أن يكون متمحوراً حول النمو الاقتصادي، ولكن هذا لوحده لن يظهر مقدار التنمية الحاصلة وإمكانية التنمية الكامنة. فبلا صحة وعناية صحية متقدمة لن تكون هناك تنمية، وكذلك الأمر بالنسبة للتعليم الذي لا تنمية بدونه. لذا كان مؤشر التنمية هو مزيج من قياس للتنمية في ثلاثة مجالات هي:
1)    الاقتصاد أو الثراء الاقتصادي مقاساً بالناتج الإجمالي المحلي للفرد. أي حصة كل فرد من الناتج الإجمالي المحلي للبلد من عائدات اقتصادية أصلها من مصادر طبيعية أو ناتجة من الخدمات أو الصناعة أو الزراعة أو أي نشاط اقتصادي آخر. وهذا المؤشر يبرز إمكانية الفرد، في الوسطي، على تلبية حاجاته في الطعام واللباس والسكن والاصطياف وما شابه. فالدول ذات المؤشر الاقتصادي الأعلى تعني على نحو ما إمكانية أكبر لتلبية الحاجات.
2)    ثم الصحة التي يمكن قياسها عبر العمر المتوقع للإنسان في دولة ما عند الولادة. وهذا العمر هو انعكاس للمستوى الصحي لبلد ما، فكلما كان العمر الوسطي للسكان أعلى فهذا يعني عناية صحية أفضل في مختلف نواحي العناية الصحية. فالبلد الذي لا يستطيع مقاومة الأوبئة مثلاً سيكون العمر الوسطي فيه أقل. وهذا المؤشر يبرز أموراً أخرى مثل التغذية والسكن الجيد وغير ذلك.
النرويج
3)     وأخيراً التعليم والمعرفة التي يمكن قياسها عبر متوسط عدد السنوات التي يمضيها أبناء دولة ما في الدراسة. فكلما زاد عدد سنوات الدراسة فإن هذا سيعني معرفة أكبر وسطياً لدى أبناء البلد.
وبأخذ المتوسط الحسابي لهذه المؤشرات الثلاثة ينتج ما اصطلح على تسميته بـ"مؤشر التنمية البشرية" human development indicator أو اختصاراً HDI.
النيجر

لا يبرز هذا المؤشر أموراً هامة أخرى مثل التباين بين أبناء المجتمع الواحد في الوصول إلى الجوانب الثلاثة السابقة. فحصة الفرد من الناتج المحلي هو قيمة وسطية، ولا تعني قيمتها العالية مثلاً أن الجميع له مستوى عال في تلبية حاجاته. فقد تكون هذه القيمة العالية ناتجة عن انقسام البلد بين فقراء وأغنياء جداً. كما أن هذا المؤشر لا يبرز أموراً أخرى أصبحت هامة في حياة الناس مثل الأمان، ووضع المرأة، وجوانب أخرى مشمولة في ما يسمى بحقوق الإنسان. لذا أخذت الأمم المتحدة، اعتباراً من العام 2010 بالأخذ بمؤشر معدل يبرز اللامساواة في المجتمع الواحد، إضافة إلى مؤشر التنمية البشرية.

يضع برنامج الأمم المتحدة تقريراً سنوياً عن التنمية البشرية. سلم قياس هذه التنمية يتراوح بين الواحد والصفر. وفي عام 2014 كانت أولى دول العالم هي النرويج بعلامة قدرها 0.944 وآخر دول العالم هي النيجر بعلامة قدرها 0.337 وبترتيب 187، علماً بأن هناك حوالى 30 دولة تعذر قياس تنميتها البشرية. ومتوسط العالم العربي هو 0.682، أما المتوسط العالمي فهو 0.702.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق