بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 9 يوليو 2015

هيباتا، عالمة الرياضيات المصرية


إنها الفيلسوفة وعالمة الرياضيات في وقتها. وهي ابنة عالم الرياضيات ثيون ألكساندريوسمن، من مواليد القرن الربع الميلادي (335 م) وتوفيت في مطلع القرن الخامس (405 م) . أتمت دراستها في أثينا وروما وعادت بعدها إلى مسقط رأسها لتلقي محاضراتها في الفلسفة والرياضيات. وأصبحت في عام 400 م مديرة المدرسة الأفلاطونية في الإسكندرية، حيث كانت تقدم معارف الفيلسوفين الإغريقيين أفلاطون وأرسطو لطلابها الذين كانوا مسيحيين ووثنيين وأجانب.
ثلاثة رسوم تمثل هيباتا

لا يُعرف لها نظرية خاصة بالرياضيات ولكنها تركت تعليقات هامة على مواضيع مختلفة من بينها نظريات المخروط الهندسي، ونقحت كتاب المجسطي لبطليموس. يقول البعض بأنها اخترعت المقياس المائي الذي يستخدم لتحديد الكثافة النسبية للسوائل (ثقل السائل النوعي)، الذي صنعته على الأغلب من الخشب ووضعت في أسفله ثقلاً معدنياً. هذا المقياس سيرتفع عند وضعه في سائل ما بقدر مختلف عما سيرتفعه عند وضعه في سائل آخر مما يسمح بتحديد الكثافة النسبية. مقاييس اليوم مصنوعة من الزجاج كما يبين ذلك الشكل المرفق.
مقياس الكثافة النوعي
أما طالبها سنسوس، الذي أصبح أسقفاً في ليبيا، والذي استمر على مكاتبتها طيلة حياتها، فكتب رسالة تصف بناءها لإسطرلاب، وهو لم يكن بالإسطرلاب الأول، ولكنها بنته بحسب دراسة دقيقة أجراها أبوها عن الاسطرلاب، فكان نموذجها أفضل من النموذج السابق.
تصوير لقتل هياباتا الوحشي
قتلت هيباتا من قبل رعاع الإسكندرية المدفوعين من الكنيسة، التي كان يقودها في ذلك الوقت الأسقف كيريلس الأول. فقد كان هذا الأخير يخاف من تأثيرها على انتشار أفكار مناهضة للمسيحية، مع أنه لا شيء يُعرف عن معتقداتها الدينية، إلا أنها كانت من دعاة التساؤل الدائم والفلسفة وكانت تناهض الإيمان المجرد. ومن طرف آخر كانت هيباتا مقربة من والي الإسكندرية، الذي كان يوماً ما أحد تلامذتها. ولم يكن هذا الوالي على علاقة طيبة مع أسقف الإسكندرية، مع أنه كان مسيحياً، ذلك أن الأسقف كان يبحث عن السيطرة على المدينة. ولما كانت هيباتا مثار احترام الجميع لما عرف عنها من حكمة ووقار، وخوفاً من أثرها على الناس واستمالتهم نحو والي الإسكندرية، بدأت الكنيسة بمحاربتها والتشهير بها، ومن ثم قتلها عند وجودها في مكان مكتظ نشب فيه التدافع والضرب بين الناس، وكان هناك من استغل الموقف لقتلها. (في رواية عزازيل الرائعة لمؤلفها يوسف زيدان تصوير مؤثر لذلك اليوم الحزين).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق